إنقاذ البلاد
يوسف جمال - كاتب وصحفي عراقيتمر البلاد في هذه الأيام بمنعطف خطير, وهذا المنعطف إما أن يؤدي إلى تكريس الواقع الطائفي المقيت أو يسير بالبلاد على طريق الإنقاذ من هذا الواقع المتردي, وهو واقع معيق لتطور العملية السياسية في العراق, بفعل عوامل خارجية وداخلية أدت بالبلاد إلى إن تسير إلى حافة الهاوية إن لم تكن البلاد في عمق الهاوية فعلاً.
وأخذت الأصوات والدعوات تتصاعد من مختلف المكونات السياسية بين المؤيد والمعارض والمنتقد لما يجري من تدهور في البلاد وما تعصف به من أزمات خرجت عن سيطرة الحكومة الحالية عليها, من جراء تدخلات خارجية بالشأن العراقي وصراع أجندات إقليمية ودولية جاءت لتصفية الحسابات على الأرض العراقية وراح ضحيتها الآلاف من العراقيين الأبرياء, وفرضت الصراعات السياسية في قمة الهرم للعملية السياسية انعكاساتها السلبية على ارض الواقع العراقي, وأدت إلى قتل مليون عراقي وتشريد أكثر من مليوني مواطن عراقي في الداخل وأكثر من هذا العدد هربوا إلى خارج العراق.
ومضى على تشكيل الحكومة الحالية وانطلاق مسيرتها العملية التنفيذية أكثر من 15 شهرًا ولم يلمس المواطن العراقي أي تحسن طفيف على مستوى الأمن أو الخدمات وإنما لمس بصورة واضحة تناقضًا في الخطاب السياسي الذي أدى إلى التقاطع بين الحكومة والمكونات السياسية الفاعلة في الساحة العراقية.
هذا الواقع المتردي, دفع بالكثير من القيادات السياسية إلى رفع صوتها عاليًا في تشخيص الأخطاء وتقديم المعالجات والمقترحات لتصحيح المسيرة السياسية إلا أن دعواتهم تلك للحكومة لم تجد أذنا صاغية منها حسب مايقولون, وأدت هذه الحالات إلى تقديم مشاريع إصلاحية محددة مثل مشروع الحزب الشيوعي أو مشروع جبهة التوافق لإصلاح واقع الأداء الحكومي الفاشل وكذلك مشروع الدكتور إياد علاوي رئيس القائمة العراقية والذي أطلق عليه مشروع إنقاذ البلاد.
يحظى هذا المشروع بدعم واسع من قبل قوى سياسية عراقية ودعم عربي ملحوظ لما يتميز به من أفكار جريئة وواقعية لإنقاذ البلاد من محنتها في رفضه للمنطق الطائفي والاقصائي والتهميشي لقوى سياسية أساسية في البلاد وعدم ترك الانفراد بالقيادة السياسية للطائفة أو لعرق واحد أولون واحد وإنما انفتاح الواقع السياسي العراقي على كل المكونات العرقية والطائفية والسياسية وكذلك العمل على بناء الدولة العراقية المعاصرة وفق مبدأ المواطنة والكفاءة بعيدًا عن المحاصصة الطائفية والعرقية والنهوض بحركة أعمار البلاد بعد فرض السيطرة الأمنية وحل كل الميليشيات المسلحة وإيقاف التدخلات الخارجية الإقليمية بالشأن العراقي, وكل هذه الثوابت هي قواسم مشتركة بين المكونات السياسية الرافضة للأداء الحكومي الحالي والواقع السياسي والأمني المتردي الذي تمر به البلاد.
المزيدأياد علاوي في حديث لشبكة «سي.ان.ان»:
أعداؤنا كانوا خلال الانتخابات مدعومين ماليًا من قبل مختلف الأطراف
المزيدقناة «الرافدين»: قناصون ايرانيون منتشرون على أسطح البنايات خلال الاشتباكات الدامية في كربلاء
المزيد أتظاهرات في كردستان العراق تندد بصمت حكومة المالكي على قصف المناطق الكردية من قبل النظام الايراني
[url=newsid=2444%20&%20?cat=forum]المزيد[/url]